شعور الشخص بالجوع ليلاً يُعد من المشكلات الشائعة لدى العديد منا، حتى لو كان يحافظ على نظامه الغذائى الصحى بصرامة طوال اليوم فعندما يأتى الليل يجد قدميه تقوده إلى المطبخ وعلى الأخص نحو الثلاجة فى ساعات متأخرة للعثور على طعام يسد به
جوعه.
فما الأسباب وراء حدوث ذلك؟ كيف تتجنب تناول الطعام ليلاً فى ساعات متأخرة قبل نومك؟
- عادة تناول الطعام فى ساعات متأخرة من الليل.
- أسباب الجوع ليلاً.
- طرق تجنب تناول الطعام ليلاً.
فالتالى هى حقائق تجيب على كلا السؤالين: السبب وراء هذه العادة التى تراود العديد منا وكيف نتجنبها حتى لا تساهم بالسلب على صحتنا لأن أجسامنا لا تحرق الطعام أثناء فترة الليل لغياب الحركة عنها وبالتالى القابلية للزيادة السريعة فى الوزن.
لماذا تجوع ليلاً؟
هناك العديد والعديد من الأسباب التى تدفعك إلى الثلاجة ليلاً لكى تحصل على طعام لذيذ وشهى تسد به جوعك، وهى أسباب تجعل من مقاومتك لتناول الطعام أمراً صعباً للغاية.
السبب الأول
أولى الأسباب الرئيسية هو سبب بيولوجى، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم التالى الذى ما زالت مستيقظاً فيه وليكن الساعة الرابعة صباحاً فإن معدلات سكر الدم تنخفض مثل درجات حرارة الجسم، ومن المفترض فى هذا التوقيت أن يكون الإنسان نائماً لذا فلا يهم انخفاض معدلات الجلوكوز التى لن يشعر بها الشخص آنذاك، أما إذا كان مستيقظاً فالاستحابة الطبيعية من جسده هو القيام بما يجعله يستعيد المعدلات الطبيعية الجلوكوز وبالتالى البحث فى المطبخ عن الأطعمة التى تمده بالطاقة والحيوية حتى ترتفع معدلات السكر من جديد، كما أن الشخص يكون بحاجة إلى إحساسه بالدفء لانخفاض درجة حرارة جسده أى أنه يحتاج إلى طاقة .. والطاقة تترجم فى صورة الحاجة غإلى مزيد من الأطعمة وإضافة إلى معدلات الجلوكوز فى الدم بالمثل.
السبب الثانى
عندما ينام الشخص فإن أعضاء جسده تقوم بإعادة بناء خلاياها ذاتياً، فالنوم علاجاً للجروح كما يحدث نمو للعضلات وبناء لها.. أى أن الخلايا الجديدة يتم بناؤها من الأطعمة التى تم تناولها على مدار اليوم وخاصة الأطعمة من البروتينات وهى ما تسمى بحالة (Anabolic state)، وهذا النقيض تماماً مع حالة (Catabolic state) التى يتم فيها حرق الأطعمة لحصول الجسم على الطاقة التى يحتاجها من أجل أن تقوم الأعضاء بمختلف وظائفها الحيوية. وكقاعد عامة فإن النهار يكون لاستهلاك الطعام والليل للاستفادة من الطعام .. ولهذا فإن الحالتين تمثلان السبب وراء حاجة أجسامنا وتوقيها لتناول الطعام من أجل الحصول على البروتينات والأحماض الأمينية للقيام بمختلف وظائفها.
السبب الثالث
توجد عدة عوامل أو أسباب أخرى تدفع الإنسان إلى استهلاك الطعام ليلاً أو فى ساعات مبكرة من صباح اليوم التالى إذا ظل الإنسان مستيقظاً، والتى من الممكن أن تتمثل فى عوامل نفسية وهى أن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى الطعام الذى يشعره بالراحة فى فترة الليل التى هى فترة الهدوء والسكينة، كما أنها فترة تغيب فيها الأعين التى تراقبه أو توجه إليه اللوم لأن الكل نيام فى الساعات المتأخرة من الليل وبعكس ما يحدث معه من المراقبة النهارية فهو ينتهز الفرصة ويختلس الخطوات ليذهب إلى المطبخ ويتناول ما يريده من أطعمة بدون أن يراه أحد.
السبب الرابع
يخص طول فترة الليل، أى أطول الفترات التى يغيب فيها الإنسان عن تناول الطعام هى فترة اليل، وإذا ظل مستيقظاً حتى ساعات مبكرة من صباح اليوم التالى فهذا بالطبع سيشعره بالجوع المفرط الذى يريد أن يتغلب عليه بتناول الطعام الليلى.
تجنب الإصابة بالجوع الليلى:
لا تقلق فيوجد العديد من الأشخاص الذين يشاركونك فى هذا الجوع الليلى، لكن القلق يكون من الاستمرار على هذه العادة التى ستسبب لك العديد من المشاكل. فكيف تتغلب عليها وما الذى يساعدك فى التغلب عليها؟ وهل قمت بالفعل بإتباع بعض الخطوات الملائمة التى تجعلك بمنأى عن هذه العادة السيئة التى ستضر بصحتك على المدى الطويل.
خطوات إيجابية للوقاية من الجوع الليلى:
إعادة التفكير فى الجوع بشكل أكثر إيجابية
فالتفكير المعتاد عليه من الكل أن الجوع هو حالة غير مرغوب فيها يريد الشخص التخلص منها سريعاً وتغييرها، والحل المعتاد عليه للخروج من هذه المأساة هو الذهاب إلى المطبخ بحثاً عن الطعام لسد حاجة الجوع.
فبدلاً من التفكير فى الجوع على أنه حالة غير مرغوب فيها لابد من التفكير فيه على أنه شىء إيجابى، فكلما شعر الإنسان بالجوع فإن المعدة تبحث عن مصدر للكربوهيدرات وهذا يعنى بدء حرق الدهون المختزنة بداخل جسدك ... أى عندما تشعر بالجوع فأنت تفقد وزنك وهذا هو الجانب الإيجابى عند الشعور بالجوع.
عدم إشباع الجوع بسهولة
أى جعل الاستجابة لنداء الجوع أمراً صعباً للغاية، بعدم التوجه إلى المطبخ لفتح الثلاجة والحصول على ما تريده من طعام. ومن الأشياء التى تزيد من صعوبة إشباع الجوع خيارات كثيرة فقد تكون بـ:
- إغلاق باب المطبخ بالمفتاج وإعطاء المفتاح لشخص آخر.
- غلق الثلاجة بتايمر (Timer) وبالتالى يحول ذلك دون فتح بابها حتى يحين الميعاد المحدد لها.
- الشعور بالخزى من أقوى الدوافع التى توقف الإنسان عن فعل شىء، وهو أن تجعل شخص يراقبك، ويفحص الثلاحة فى الصباح من بعدك لكى يكتشف فعلتك!
- توصيل إنذار بباب الثلاجة لكى ينطلق صوته عندما تحاول فتح بابها ليلاً .. وبالتالى حدوث هجوم عليك من أفراد المنزل لمنعك من القيام بهذا الفعل الاندفاعى!
الذهاب إلى الفراش مبكراً
عدم السهر لساعات مبكرة من صباح اليوم التالى، أثناء النهار الفترات الفاصلة بين الوجبات الرئيسية والخفيفة هى ساعات قليلة لكن ليلاً الفترات الفاصلة تصل إلى ما يقرب من 8 – 12 ساعة، وبالطبع إذا كان الإنسان مستيقظاً فى هذه الفترة الطويلة سيشعر بألم الجوع وسيقوده تفكيره إلى المطبخ بلا منازع!
فبدلاً من حدوث ذلك عليه بالنوم مبكراً أو فى الميعاد الطبيعى للنوم، فالنوم المبكر يشعر الإنسان معه بأن الفاصل بين الوجبة الصباحية فى اليوم التالى وآخر وجبة تناولها فى الليلة الماضية هى ساعات قليلة بالمثل.
نصيحة هامة: من الأفضل أن يذهب الإنسان لفراشه للنوم بعد انقضاء ساعتين من تناول آخر وجبة حتى يعطى وقتاً لهضم الطعام وإلا لن يتمتع بالنوم العميق والإصابة بسوء الهضم.
من أجل هضم أفضل ..
تناول الكربوهيراتت المعقدة التركيب
عليك بتناول وجبة مرضية وكافية تضمن لك عدم جوعك بسرعة مرة أخرى .. لذا لابد من تناول آخر وجبة ملائمة قبل الذهاب إلى الفراش حتى تشعر بالرضاء والتى تتمثل على نحو خاص فى صورة كم معقول من الكربوهيدرات المعقدة التركيب لأنها تمد الجسم بالطاقة بشكل تدريجى على مدار ساعات بعد تناولها، وبهذا تحد من انخفاض معدلات سكر الدم أثناء محاولاتك للنوم وشعورك بالجوع.
المزيد عن الكربوهيدرات ..
الحالة النفسية أو المزاجية
الحالة النفسية للشخص تلعب دوراً لا يُستهان به فى عادات الإنسان غير الصحية المرتبطة بتناول الطعام، والإنسان يلجأ إلى تناول الطعام من أجل إفراز مادة "الدوبامين" التى تشعره بالسعادة فهى مادة طبيعية مضادة للاكتئاب .. فإذا ذهبت إلى الثلاجة ليلاً فهذا يعنى أن حالتك النفسية ليست على ما يرام ولابد من معرفة المشكلة التى تؤرقك وتدفعك لتناول الطعام، وفى حالة فشل حلها يمكن اللجوء إلى المشورة النفسية من قبل المتخصصين فكم من أشخاص عانوا من السمنة بسبب الضغوط والحالة النفسية السيئة التى يكونون عليها.
المزيد عن ماهية السعادة ..
المزيد عن الاكتئاب ..
الجسد عاشق للروتين
فقد يكون الخطأ بسبب ما يتبعه الشخص من عادات وذلك بربط ميعاد النوم بتناول وجبة خفيفة. فى بادىء الأمر تبدأ العادة بفعل يكون عن طريق المصادفة البحتة ثم يتحول الفعل إلى شعور باللذة يجده الشخص فى تكراره، ثم تتحول اللذة إلى عادة .. والعادة تعنى الأفعال الروتينية التلقائية التى يقوم الشخص بفعلها بدون أن يشعر على الإطلاق. لابد التخلص من هذا الروتين وإحلاله بروتين آخر وهو أن وقت النوم هو للنوم لا يسبقه أى فعل على الإطلاق .. لكن لا مانع من الرويتن الصحى الذى يتزامن مع ميعاد النوم مثل الاستماع لموسيقى هادئة مثلاً.
المزيد عن الموسيقى ..
تناول الطعام ولكن بإتباع الحيل على نفسك
إذا قمت بتجربة كل الحلول السابقة لكنها لم تُجدى ووجدت نفسك تندفع إلى الثلاجة للحصول على الطعام ليلاً وحتى إن قمت بإغلاقها فحيلك لن تنتهى للحصول على الطعام! فقد تلجأ إلى طعام قد يكون فى حقيبتك او فى درج ما من الأدراج أو قد تقود سيارتك للذهاب إلى إحدى المطاعم لتناول أشهى المأكولات!
فَلِمَ لا تصل إلى حل وسط، إغلق الثلاجة كما تشاء لكن اترك طبق من الطعام متاحاً أمامك والحيلة تكون هنا بجعل الطعام المتروك فيه قليل للغاية إلى جانب اختيار نوعه حيث احتوائه على أقل معدلات للسعرات الحرارية أو من الكوليسترول لتتغلب على جوعك وتنجح فى السيطرة عليه .. فكلما شعر الإنسان بأن الطعام متاحاً أمامه لا يحتاج الذهاب خلسة للحصول عليه فى ساعات متأخرة من الليل. فهذا الحل سيعطيه شعور داخلى بالامتلاء وأنه ليس بحاجة إلى تناول المزيد قبل الذهاب إلى فراشه للنوم!
إرسال تعليق